الإعلان التجاري وتشكيل الوعي: كيف تؤثر الرسائل التسويقية على المستهلك السعودي
- Ahmed Nasr
- 1 hour ago
- 2 min read
تُعدّ الإعلانات التجارية في المملكة العربية السعودية أكثر من مجرد وسيلة لبيع المنتجات؛ إنها أدوات قوية لتشكيل الوعي الاجتماعي، التأثير على أنماط الحياة، وتحديد معايير الاستهلاك لدى الجمهور. في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة التي تشهدها المملكة، أصبحت الرسائل الإعلانية تحمل أبعاداً نفسية واجتماعية عميقة، موجهة بشكل خاص نحو الشريحة الشابة والمثقفة تكنولوجياً.
التركيز على جودة الحياة والتجارب
في الماضي، كانت الإعلانات تركز على الحاجة الأساسية للمنتج. أما اليوم، في ظل رؤية تركز على "جودة الحياة"، فقد تحوّل الخطاب الإعلاني إلى الترويج للتجارب والرفاهية:
من المنتج إلى السرد: أصبحت العلامات التجارية تبيع "قصصاً" و"تجارب" بدلاً من السلع المادية. الإعلان عن سيارة فخمة يركز على حرية الحركة في طرق المملكة الجديدة، والإعلان عن علامة تجارية غذائية يركز على لمّة العائلة والتقاليد.
الاستجابة للتحولات الاجتماعية: تتبنى الإعلانات بشكل متزايد رسائل تدعم التمكين، وتنوع الأدوار الاجتماعية، وتشجع على الصحة واللياقة البدنية، مما يعكس التغيرات في نمط الحياة اليومي للمواطن السعودي.
البُعد النفسي: بناء الثقة وتعميق الولاء
الجمهور السعودي أصبح أكثر وعياً بالرسائل التسويقية ويطالب بالشفافية والمصداقية. وهذا يستدعي من المعلنين العمل على بناء جسور من الثقة:
التخصيص العاطفي: تستخدم الإعلانات الرقمية تقنيات التخصيص لاستهداف المستهلكين بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم، مما يخلق إحساساً بالتفرد والاهتمام الشخصي، ويقوي الرابط العاطفي مع العلامة التجارية.
الصدق في المحتوى: أدت الضوابط الحكومية على المحتوى الإعلاني، خاصةً ما يتعلق بـ "التضليل التجاري"، إلى دفع العلامات التجارية نحو الصدق في الوعود والمواصفات، مما يعزز الثقة العامة في الإعلانات.
اقرا عن شركات انتاج اعلامي بالرياض
دور المؤثرين كـ "جسر اجتماعي"
يلعب المؤثرون السعوديون دور "الجسر الاجتماعي" بين العلامات التجارية والجمهور. هذه العلاقة تحمل أبعاداً نفسية مهمة:
الاحتذاء الاجتماعي: يُنظر إلى المؤثرين على أنهم نماذج يُحتذى بها، ويقلل ظهورهم في الإعلانات من الحواجز بين المنتج والمستهلك، حيث يشعر الجمهور أن الترويج يأتي من "صديق" وليس من كيان تجاري ضخم.
التفاعل الفوري: تتيح منصات التواصل الاجتماعي للمستهلكين التفاعل الفوري مع الإعلانات، سواء بالدعم أو النقد، مما يجعل العملية الإعلانية حواراً مفتوحاً يفرض على العلامات التجارية استجابة سريعة وشفافة للملاحظات.
في الختام، إن الإعلانات التجارية في السعودية اليوم هي مزيج معقد من الفن والتكنولوجيا وعلم النفس الاجتماعي. نجاحها يعتمد على قدرتها على تجاوز مجرد الإخبار، لتصل إلى مرحلة الإلهام والارتباط العاطفي، لتساهم بذلك في تشكيل عادات وأنماط استهلاكية تتوافق مع التطلعات الحديثة للمجتمع السعودي.
Comments